لن ننسى انقلابكم على الثورة ولن نحِنّ لديمقراطية المُحْتالين

كتب عدنان منصر القيادي السابق في حزب تونس الإرادة، ومدير الديوان الرئاسي سابقا، على صفحته على فايسبوك اليوم الإثنين 13 سبتمبر 2021، تدوينة التالية :

13 سبتمبر : لن ننسى انقلابكم على الثورة ولن نحِنّ لديمقراطية المُحْتالين

تمر اليوم أربع سنوات على تصويت البرلمان وتحالف النهضة-النداء على “قانون المصالحة” سيء الذكر. هذه الذكرى المزعجة تأتي اليوم في سياق مختلف تماما، سياق 25 جويلية، وسياق النحيب على ديمقراطية الفساد.

لن يتذكر المنتحبون على البرلمان هذه الذكرى، فقد كانت “مجرد تفصيل صغير” في “مسيرة الديمقراطية المظفرة” التي أبهرت العالم”. نعم، أبهرت العالم، وأذلّت الثورة. لن يذكروا إلا عرَضا “بعض مساوئ” السياق. “بالديمقراطية سيمرّ” قال أحدهم، وقد مرّ فعلا بالديمقراطية. مر بديمقراطيتكم، وليس بالديمقراطية. مرّ بالغلبة، والإحتيال، والتنكر لأبسط مبادئ العدالة.

هل تزعجكم اليوم هذه الذكرى؟ هل يزعجكم أن نقول لكم أن 25 جويلية كان، من ضمن ماكان، جزاء للثالث عشر من سبتمبر. هل شعرتم يوم 25 بما شعرنا به يوم 13؟ حتى لو شعرتم، فإن 13 كان أقسى وأقسى: لقد دمّر حقوقا، ولم يدمر 25 سوى الكراسي التي اغتصبت تلك الحقوق.

هل تفهمون اليوم، برغم كل مساوئ الرئيس، لماذا تنفس الناس الصعداء يوم 25 ؟ لم يكونوا مرتزقة ولا ملثمين. كانوا تونسيين شاهدوا وشهدوا عبثكم وغروركم وخياناتكم طيلة سنوات، ولم يظنوا أن مجرد إعلان يلقيه رئيس ذات ليلة سيضع حدا لكل ذلك، ويعاقبكم عليه. لقد يئسوا حتى من إمكانية أن ترحلوا بعد أن أغلقتم على أنفسكم “الديمقراطية” ورميتم كل مطالب الناس في قمامة مجالسكم.

هل قيس سعيد منقذ؟ كل من ابتهج يوم 25 شعر بأنه كذلك. لست ممن ابتهجوا، لأن تجربة أليمة علمتني الحذر، وعلمتني ألا أثق إلا بعد ما يكفي من الوقت. لكنني فهمت أن ابتهاج الناس كان عقابا لكم.

هل يعدُ قيس سعيد بجنة عرضها السماوات والأرض. لا. ولا أقل عرْضا. وأنا أوجه إليه الكثير من السهام، أعرف أن يأسي من ديمقراطيتكم، وتعودكم على النفاق، لن يجعلني أبدا في صفكم. هل أنا في صف قيس سعيد؟ لم أعد في صفة منذ اكثر من عام ونصف، وقد أصبحت مقتنعا اشد الإقتناع بأنه يخبط خبط عشواء، وأنه يضيع كل يوم فرصة جديدة على الناس. لا أثق فيه حتى أرى ما يرضيني، ولكنني لم اعد أثق فيكم بالمطلق.

أمل صغير جدا فيه، مقابل يأس بلا حدود منكم. هذا هو التوصيف.