تونسلار : قرية التونسيين بقلب تركيا

‏تونسلار تقع في أقصى شمال تركيا، بين المرتفعات الجبليّة، وعلى ارتفاع 1400 متر تحديدًا، سكّانها لا يتجاوزون 3000 نسمة، حسب الإحصائية ومازل العلم التونسي يرفرف إلى اليوم في قمة الجبل، كما لاتزال مقبرة الجنود التوانسه موجودة في وسط القرية و قائدهم الكولونال (محمد التونسي)

‏كما بقى التوانسيين القاطنون بالقرية محافظين على عاداتهم وتقاليدهم التونسية في المأكل والملبس، وورثوها لأبنائهم، وانتقلت لأحفادهم، وفي عام 2003 أنشئ سبيل أطلق عليه “الصداقة التونسية التركية”، وحضر حفل إطلاق السبيل عدد من التوانسة والأتراك

‏ما يشدّ انتباهك هناك أيضًا، قبر أحد قادة الجنود التونسيين الذين استشهدوا أثناء الحرب، فقرّر الجنود دفنه في هذا المكان، إنه قبر القائد محمد التونسي وفقًا لبعض المراجع التاريخية، وقد زيّن بالعلمين التونسي والتركي.

أنشأ القرية فرقة من الجنود التونسيين من الذين شاركوا في حرب القرم التي ألقت أوزارها بين 1853 و 1856 لم تتمكن تلك الفرقة من العودة إلى إسطنبول فقرروا الإستقرار هناك مؤسسين قرية لهم و لازالوا لليوم محافظين على عاداتهم

‏شارك 15.000 جندي تونسي في الحرب في شبه جزيرة القرم، 5 آلاف جندي منهم قد توفي في القتال وعانى من المرض، فيما نجا البقية المقدر عددهم بقرابة 10 آلاف جندي، فيما بعض الوحدات عادت سيرًا على الأقدام عبر أوكرانيا، أوديسا، رومانيا، كونستانزا، بلغاريا لتصل بعد ذلك إلى إسطنبول.

‏و لحداثة عهدهم بالمنطقة، تمركزت الكتائب التونسية بقيادة رشيد باشا في الخطوط الخلفية لقوات الجيش العثماني لينضم بعد ذلك الكثير من العساكر التوانسة للجيش العثماني، وقد أبلوا بلاء حسنا في القتال، وساهموا في انتصار الجيش العثماني.

‏بحسب المؤرخين فإن حرب القرم شكلت نقطة فارقة في حياة أفرد من كتيبة الجيش التونسي، حيث ضلوا الطريق أثناء الرحلة التي شقوها من بلادهم، وانعزلوا عن الجيش فضاع جنود منه بين الجبال والغابات وبعد أن فقد الجنود أي سبيل للعودة حيث أغلق الطريق عليهم بفعل الأجواء المناخية.

‏قرّرت الكتيبة بمعيةقائدها ، أن يضع الجنود أثقالهم ويستريحوا ويواصلوا المسير بعد ذلك إلا أن عدم درايتهم بالطريق وبالجغرافية الوعرة للمكان حتّم عليهم الاستقرار ، حيث قاموا ببناء قرية أطلقوا عليها اسم القرية التونسية التي تعرفت باسم “تونسلار، والتي تعني بالتركية: “قرية التوانسة”