إنّ جزَّ صوفِ الكبّاش خيرٌ من سلخِ جلود النّاس

يُقال بأن أسعد باشا ( والي ٠٠٠٠دمشق ) كان بحاجة إلى المال للنقص الحاد في مدخرات خزينة الولاية، فاقترحت عليه حاشيته أن يفرض ضريبةً على صناع النسيج في دمشق، فسألهم أسعد باشا:

كم تتوقعون أن تجلب لنا هذه الضريبه؟

قالوا: من خمسين إلى ستين كيساً من الذهب!

فقال أسعد باشا : ولكنهم أُناسٌ محدودي الدخل فمن أين سيأتون بهذا القدر من المال؟

قالوا: يبيعون جواهر وحُليّ نسائهم يا مولانا!!

قال أسعد باشا: وماذا تقولون لو حصلت على المبلغ المطلوب بطريقه أفضل من هذه؟

فسكت الجميع.

في اليوم التالي قام أسعد باشا بإرسال رسالة إلى القاضي لمقابلته ليلاً بشكل سريّ، وعندما وصل القاضي قال له أسعد باشا: عرفنا أنك تقبل الرشوة وتستغل منصبك لمصالحك الخاصة، وأنك تخون الثقة الممنوحة لك، وهُنا صار القاضي يُناشد الباشا ويعرضُ عليه المبالغ حتى أطلقه، بعدها جاء دور المحتسب ثم النقيب ثم شيخ التجار ثم كبار أغنياء التجار وهكذا …

بعدها قام بجمع حاشيته الذين أشاروا عليه ان يفرض ضريبة جديدة لكي يجمع خمسين كيساً

فقال لهم : هل سمعتم أن أسعد باشا قد فرض ضريبة في الشام؟ قالوا: لا ما سمعنا

فقال: ومع ذلك فها أنا قد جمعت مائتي كيسٍ من الذهب بدل الخمسين التي كنت سأجمعها من فقراء الناس كما أشرتم عليّ

فتسألوا جميعاً: وكيف فعلتم هذا يا مولانا؟

فأجاب: إنّ جزَّ صوفِ الكبّاش خيرٌ من سلخِ جلود النّاس!!!